فلسطينيو الداخل يحيون الذكرى الأولى لرحيل المؤرخ جميل عرفات

فلسطينيو الداخل يحيون الذكرى الأولى لرحيل المؤرخ جميل عرفات: حافظ الرواية وحارس الذاكرة والمعنى

  • فلسطينيو الداخل يحيون الذكرى الأولى لرحيل المؤرخ جميل عرفات: حافظ الرواية وحارس الذاكرة والمعنى
  • فلسطينيو الداخل يحيون الذكرى الأولى لرحيل المؤرخ جميل عرفات: حافظ الرواية وحارس الذاكرة والمعنى
  • فلسطينيو الداخل يحيون الذكرى الأولى لرحيل المؤرخ جميل عرفات: حافظ الرواية وحارس الذاكرة والمعنى
  • فلسطينيو الداخل يحيون الذكرى الأولى لرحيل المؤرخ جميل عرفات: حافظ الرواية وحارس الذاكرة والمعنى
  • فلسطينيو الداخل يحيون الذكرى الأولى لرحيل المؤرخ جميل عرفات: حافظ الرواية وحارس الذاكرة والمعنى
  • فلسطينيو الداخل يحيون الذكرى الأولى لرحيل المؤرخ جميل عرفات: حافظ الرواية وحارس الذاكرة والمعنى
  • فلسطينيو الداخل يحيون الذكرى الأولى لرحيل المؤرخ جميل عرفات: حافظ الرواية وحارس الذاكرة والمعنى

ثقافة وفنون قبل 1 سنة

فلسطينيو الداخل يحيون الذكرى الأولى لرحيل المؤرخ جميل عرفات: حافظ الرواية وحارس الذاكرة والمعنى

المشهد- “القدس العربي”: أحيا فلسطينيو الداخل الذكرى السنوية لرحيل جميل عرفات، المؤرخ الفلسطيني المختص بتوثيق القرى المهجّرة منذ النكبة وروايتها الشفوية، في احتفالية كبيرة، مساء السبت، في بلدته المشهد، قضاء الناصرة، داخل أراضي 48.

وأشاد عدد كبير من المتحدثين بكون جميل عرفات حافظاً للرواية الفلسطينية، وحارساً للذاكرة والمعنى، وبتأليفه 20 كتاباً في هذا المضمار.

وتولى عرافة الاحتفالية الزميل وديع عواودة، وقد افتتحها بالقول: “ما أجمل أن تتطابق سيرة المرء بسيرة مجتمعه وشعبه، ويكون رمزاً لملحمة بقائهم وتطورهم كماً وكيفاً، فيجمعوا عليه، ويلتقوا من أجله. لو قيض لجميل عرفات، أبي رياض، أن يرى مثل هذا الجمع الكريم، وأن يمد الله بعمره ويسمع كلمة “شكرا ويعطيك العافية” بأذنيه لطار فرحاً وسعادة، وربما هذه فرصة للتذكير بواجب الشعب والأمة بتكريم أبنائه المعطائين وهم بينهم وقبل رحيلهم”.

ورحل جميل عرفات في مثل هذا اليوم من العام الماضي عن 89 عاماً، وكان يواصل عمله كل صباح بجهد النملة في توثيق التاريخ الفلسطيني وصيانة الذاكرة الوطنية، يبحث ويكتب ويوثق يشارك في الجولات الإرشادية الميدانية في طول وعرض البلاد، خاصة داخل البلدات المدمرّة منذ نكبة 1948، حتى خانه الجسد ولم يعد يقدر، لكن شعلة المعرفة ظلت متقدة في داخله، وكلما بعد عن قرية فلسطينية مهجرة كانت النار تتقد من جديد.

مكتبة فلسطينية: بين القراءة والكتابة

الراحل عرفات، الذي أنهى دراسة التاريخ والجغرافيا في جامعة حيفا، كان معتاداً على القراءة والكتابة يومياً منذ عقود، منوهاً بأنه يشعر بالفقدان والضيق حينما يمر يوم لا يقرأ ويكتب داخل مكتبته العامرة، فحرص على إثراء مكتبته بالكتب الفلسطينية، كيف لا، وهو دائم الزيارة لمعارض الكتب في كل مكان. أصدر 20 كتاباً طبع معظمها على نفقته الخاصة اعتماداً على مرتب تقاعده، بعد عمله مربياً، طيلة نحو أربعة عقود، لعدم توفر مؤسسات ثقافية تعنى بدعم الكتاب والباحثين. من مؤلفاته عن فلسطين تاريخها وجغرافيتها: من ذاكرة الوطن.. القرى الفلسطينية المهجرة في قضاء حيفا، القرى الفلسطينية المهجرة في قضاء حيفا، من قرانا المهجرة في الجليل، قرى وعشائر بيسان، وغيرها. بعد إصداره سلسلة كتب في تاريخ أقضية فلسطين، وثّق وطنه الصغير بلدة المشهد: “جت حافر- في الذاكرة والقلب”. وهنا اعتمد هذه المرة على دفاتر يوميات دونها أحد أبناء قريته الذي سجّل بخط يده كل ما شهدته القرية يومياً في 50 مفكرة. هذا ناهيك عن المحاضرات والمقابلات الصحافية والإذاعية والرحلات الميدانية التي رافق بها مجموعات كثيرة من عسقلان إلى صفد، وهناك سرد الرواية بمضامينها وأسمائها ومصطلحاتها.

الكابري الكويكات

وخلال واحدة من هذه الزيارات كانت “القدس العربي” قد رافقته في زيارة لقرية الكابري المدمرة، في قضاء عكا، وهناك قال إن الفلسطينيين، ورغم كل ما قيل من مآخذ على مقاومتهم، ما كانوا يخسرون وطنهم لو اقتصر عدوهم على الصهيونية، فحسب مشيراً لتضحياتهم الكثيرة. وهناك استذكر كيف قطع ثوار المنطقة طريق قافلة عصابات صهيونية مسلحة في 27.03.48 كانت تتجه نحو قلعة جدين التاريخية، لمد مستوطنة إسرائيلية بالرجال والعتاد وقتلوا نصف رجالها. وفيما يعبّر عن حفظه للتفاصيل الصغيرة، وللتاريخ الاجتماعي والمحلي، نوّه إلى أن المؤرخ عارف العارف يعزو الفضل في نجاح المعركة لجيش الإنقاذ وأهالي الكابري، يقول جميل عرفات إن ذلك تم بفضل بسالة ثوار قرية الكويكات القريبة، وأضاف متودداً: “حتى لو غارت الكابري، فالفضل يعود لشباب الكويكات”.

حفظ الذاكرة الجماعية والمساهمة في صياغة الهوية الوطنية

كما يلاحظ من مسميات مؤلفاته فهي أكبر بكثير من 1948، حيث شارك في توثيق ملامح الحياة فيها قبل النكبة، خاصة في أريافها، وهذا ما توقف عنده بعض المؤبّنين. وأجمع المتحدثون على أهمية التاريخ الاجتماعي لكونه جزءاً هاماً من الصورة التاريخية الكاملة، ولحيويته في حفظ الذاكرة الوطنية الجامعة. وقالوا إن جميل عرفات، بصيانة الذاكرة الجمعية، وتوريثها، قدم مساهمة عظيمة في بناء وصياغة الهوية الوطنية، خاصة بالنسبة لمن تعرض وما زال لمشاريع العدمية والتجهيل والأسرلة والتهويد.

ولد الباحث المؤرخ جميل عرفات عام 1933 في قرية يافة الناصرة، داخل بيت جده من جهة والدته، التي بادرت لتعميده في كنيستها وفاءً لنذر نذرته، بعدما نجا من مرض كان يفتك بالأطفال في فترة الاستعمار البريطاني. أنهى تعلمه الابتدائي في بلدة كفر كنا، ومنها انتقل للمدرسة الثانوية البلدية، وتخرج منها عام 1954. انخرط عرفات في سلك التربية والتعليم فور إنهاء المرحلة الثانوية، وعمل معلّماً في عدة قرى فلسطينية في الداخل، منها طمرة، كوكب، المغار، عيلبون والناصرة، قبل أن يستقر في قريته المشهد، حيث عمل معلماً ومديراً، وخرج للتقاعد وفي جعبته 45 عاماً من التربية والتعليم عمل خلالها على توثيق الرواية الشفوية الفلسطينية، خاصة بعدما تخرج من جامعة حيفا في موضوعي التاريخ والجغرافيا عام 1975.

محفظة الذاكرة

في كلمته أكد رئيس “لجنة المتابعة العليا” محمد بركة على دعم فلسطينيي الداخل لشعبهم في هذه الأيام حيث يتجدد العدوان عليه من قبل الاحتلال. وأشاد بالتزام الراحل جميل عرفات بقضية شعبه وبانتمائه الأصيل. واستذكر بركة مرافقته للراحل عرفات في زيارة للشتات الفلسطيني في السويد، وللمشاركة في مؤتمر اللاجئين الفلسطينيين في أوروبا، عام 2005، حيث تداخلت حاجات الموقف الوطني السياسية والكفاحية مع مكونات الملامح والتراث والرواية وهوية المكان الفلسطيني وزمانه، وكان أبو رياض في هذه الرحلة راوي الرواية الفلسطينية، ورسام ملامحها الأصيلة في محاضرات ومداخلات أسرت أبناء شعبنا الذين قذفت بهم الصهيونية خارج جغرافيا الوطن، لترميهم بالتالي خارج التاريخ، فجاءت إضاءات أبي رياض لتساهم في إحباط جانب من المشروع الصهيوني البغيض”. وخلص بركة للقول إن جميل عرفات كان يحمل في ثنايا ذاكرته وثقافته ثروة معلومات هائلة، كان من الممكن أن تندثر في ثنايا النسيان، إلا أن فترة ما بعد تقاعده من سلك التعليم كانت ثرية بالإنتاج وإصدار الكتب المرجعية. أبو رياض جميل عرفات سيبقى حاضراً فينا بأثره الطيب وبذريته الملتزمة”.

الأدب يسد غيبة التاريخ

في كلمته، قال الأمين العام للاتحاد القطري للأدباء الفلسطينيين في الداخل دكتور محمد هيبي إن الأدب الفلسطيني حليف للكتابة التاريخية، فالأديب يساهم في تأمين ما يستفقده المؤرخ، عندما تفتقد وتسرق الوثائق والمستندات، أو يزوّر التاريخ كما في الحالة الفلسطينية.

وبادر هيبي وبعض رفاقه في الاتحاد إلى منح أبناء جميل عرفات درع شرف وعضوية فخرية دائمة في اتحاد الكتاب، ثم استعاد مساهماته في حفظ الذاكرة، وقال إنه تعلم من عرفات عن قريته المهجرة ميعار قضاء عكا.

وشارك في التأبين نائب رئيس الحركة الإسلامية، المحظورة إسرائيلياً، الشيخ كمال خطيب، الأمين العام لحركة “أبناء البلد” رجا إغبارية، الموثق الكاتب سلمان فخر الدين، من الجولان العربي السوري المحتل، الذي حضر ضمن وفد جولاني واسع، والأديب سميح محيسن من مدينة نابلس، الباحثة في التراث العربي فتحية خطيب- مقاري، عضو الكنيست السابق، والقيادي في “التجمع الوطني الديمقراطي” واصل طه، ورئيس مؤسسة “الأسوار” في عكا يعقوب حجازي، وآخرون.

 

التعليقات على خبر: فلسطينيو الداخل يحيون الذكرى الأولى لرحيل المؤرخ جميل عرفات: حافظ الرواية وحارس الذاكرة والمعنى

حمل التطبيق الأن